الحكمة المفقودة
علينا جميعا أن ندرك أن ما نعيشه اليوم ، ما هو إلا انعكاسا لأفكارنا واتجاهاتنا ، لذا على الجميع دون استثناء إعادة النظر بطريقة عقلانية لائقة في الواقع الذي نعيشه ، ولن يتم لنا ذلك إلا من خلال البحث عن الحكمة المفقودة ، التي طالما تغنينا بها ، و كان من المفترض بها أن تمنحنا الفرصة لكي نتعلم من ماضينا ، كيفية إيجاد الحلول الخلاقة ، لكل ما نعانيه في حاضرنا وفي هذه اللحظة التي نعيشها الآن ، خاصة وأننا نمتلك تأريخا ذاخرا بالكثير من الدروس والعبر ، والذي ينبغي أن يصبح لنا المرشد والموجه في جميع تصرفاتنا واختياراتنا لمواجهة جميع المواقف التي نتعرض لها ، فنهتدي بذلك إلى طريق الحق والصواب ، مما يجعلنا نتصرف على نحو أفضل ، فجميعنا يعلم أن العالم كله كان مترقب لما سنقوم به من انتقاء الخيارات الحكيمة ، وإيجاد الحلول الخلاقة لِما نعانيه ، فجاءت النتيجة مخيبة للآمال ، فليس من الحكمة أن نفقد الرؤية المستقبلية ونجلب المشاكل ونُراكمها حتى تتحول إلى وباء كارثي يقضي على مجتمع برمته ، فما اقصده هنا هو أننا لو نظرنا بنظرة فاحصة للحياة والتأريخ سندرك أن التصرفات القائمة على الافتراضات الغير مفيدة ، لن ينتج عنها سوى سلوكيات هدامة ، تُحمل المجتمع الكثير من الألم والشعور بالهلع والصراع والمعاناة ، فنعكر بذلك صفو حياتنا ونهدد أمن وسلامة مجتمعنا ، لذلك علينا أن نتمعن ونفكر ملياَ في آراءنا وافتراضاتنا التي حددت الطريق التي انتهينا إليها ، ونكون على مستوى المسئولية في كلما قمنا به من تصرفات وخيارات ، حتى نستطيع التغلب على السلبيات التي نعيش فيها ،لأنه بتغيير أفكارنا سوف تتغيّر اتجاهاتنا ، وبتغيير اتجاهاتنا سوف تتغيّر افتراضاتنا ، وبتغيير افتراضاتنا سوف تتغيّر سلوكياتنا ، و بتغيير سلوكياتنا سوف تتغيّر ظروفنا.ــ