زماني أتى عاري المكارم أعوجا ***** له منكرٌ يعلو على الأرض طافيا
وفيـه فسـاد الـرأي يـغـدو زاهيـا ***** ومـا كـل ذي عـقـلٍ أصبـح بـانـيا
فعابَ بني قـومي الصلاح وأنهم ***** رأوا في فسـاد القـلب نِعم السواقيا
بكيتُ على نفسي بعـيـنٍ غـزيـرةٍ ***** لأنـي بـقـول الـحـق أقـــرُ بـلائـيـا
فلا خير في الدنـيا إذا العقل لاغيا ***** ولا خـير في عيشٍ إذا الغي ناميا
سأشرح لكم هـمـي وجُــلّ شـقـائيـا ***** فيــا سـامعـا قــولي أليـك شُكائـيا
لأخـي هـــداهُ الله قــلبــاً قــاســيـاً ***** فـأصبـح من الرحمةِ واليـنِ خـاليا
ودس وشـاة النـاسِ بيـنـي وبيـنـه ***** فـما زادهـا الــواشــون إلا تمـاديـا
فعنـد التلاقي يصبح العنف طاغيا ***** فـلم اشـتـكِ منه بمـا كـان وما بـيا
تعرضتُ للتجريح والجهل والخنا ***** وأنـي لجرح النــاسِ أُصبـح نـائيا
حمـلت ُعلـى نفسي ما كان جاريا ***** وأدركتُ أن الصبر والحــلم دائـيـا
لأني بخيط الصبر حِكتُ ردائيا ***** وزيّـنـتـهُ بـالعـقـل وتــلك الأمــانـيـا
فـصـبرا على جـورِ الأخـوة أنه ***** سـيـمحـو ويـتـلاشى وهــذا رجـائيـا
يـلـوم ومـا أدري لماذا يـلـومني ***** فـلو حكموا المجنون لكان قـضى ليا
هُـديتَ إلى رشدك يا غاية المُنى ***** فمـاذا دهـاكَ اليوم ؟ ومـاذا دهـانيا ؟
أؤكـد لكم ما فـات منـه نـسيـتـهُ ***** وتـركـتُ مـا لاقـيـت أيـضا ورائــيـا
فيا مؤمنا بالله إن كنت حاضرا ***** وأمسيت تـدعـو الله عليـك الدعـاء ليا
أ . هدى الضرعي